السعودية والولايات المتحدة- شراكة استراتيجية لرسم مستقبل الذكاء الاصطناعي

المؤلف: «عكاظ» (الرياض)10.22.2025
السعودية والولايات المتحدة- شراكة استراتيجية لرسم مستقبل الذكاء الاصطناعي

أثنى ديفيد ساكس، كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية، بإسهامات المملكة العربية السعودية في إرساء أسس منظومة تقنية إبداعية، مؤكداً أن التعاون المثمر مع المملكة يفتح آفاقاً واسعة لبناء مستقبل مشرق للذكاء الاصطناعي والابتكار على مستوى العالم، ومشيراً إلى أن المملكة قد أضحت شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية في صياغة ملامح المستقبل الذكي الذي ننشده.

وقد جاء هذا التصريح خلال مشاركته الفاعلة في جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، وذلك في نقاش شيق مع معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة في العاصمة الرياض، تزامناً مع الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد جي ترمب إلى المملكة، الأمر الذي يعكس بجلاء الأهمية القصوى للشراكة الإستراتيجية الراسخة بين البلدين الصديقين.

كما عبّر ساكس عن بالغ إعجابه بالنهضة الملحوظة التي تشهدها المملكة في قطاع التقنية وريادة الأعمال، مستعرضاً تجربته الثرية خلال زيارته لحاضنة الـ«Garage» المتميزة، حيث التقى بنخبة من المؤسسين السعوديين الطموحين الذين يعملون بدأب على تطوير تطبيقات متطورة في شتى مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات المبتكرة، والحوسبة الحيوية المتطورة.

وأكد ساكس أن المملكة قد تبوأت مكانة مرموقة كلاعب دولي محوري في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال استثماراتها الضخمة في تطوير البنية التحتية الرقمية المتطورة، واستخدامها الأمثل للتقنيات المتقدمة في قطاعات حيوية وهامة كالقطاع الصحي، موضحاً أن ما لمسه في المملكة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة في مجالات الجينوم والعلاج الجيني للأمراض المستعصية كفقر الدم المنجلي، يبرهن على قدرتها الفائقة على تسخير التقنية لخدمة التنمية المستدامة وتعزيز الصحة العامة.

من جانبه، أكد معالي الوزير السواحة أن المملكة تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو التحول المنشود من اقتصاد تقليدي يعتمد على النفط إلى اقتصاد رقمي مزدهر يقوده الابتكار والإبداع، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي يمثل حجر الزاوية في هذا التحول الجذري، ويعد ركيزة أساسية في العلاقة الإستراتيجية التي تربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار السواحة إلى أن المملكة قد استثمرت بكثافة في تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية وبناء القدرات الرقمية المتميزة بالشراكة الوثيقة مع شركات أمريكية عملاقة ورائدة مثل (Google، Apple، Amazon)، الأمر الذي أسهم بشكل فعال في رفع عدد الكفاءات الرقمية السعودية إلى أكثر من (381) ألف شاب وفتاة، وهو ما يؤكد التزام المملكة الراسخ بتمكين المرأة السعودية في المجالات التقنية الحديثة ومجالات المستقبل الواعدة.

كما أكد معاليه أن المملكة لا تقتصر جهودها على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، بل تسعى جاهدة لتطويرها والإسهام الفعال في تشكيل أطرها التنظيمية والأخلاقية على مستوى العالم، بما يضمن الاستخدام المسؤول والعادل والآمن لهذه التقنيات، وبما يحقق النفع والخير للبشرية جمعاء.

واختتم الوزير السواحة الجلسة بالتأكيد على أن الشراكة السعودية - الأمريكية تمثل نموذجاً عالمياً فريداً للتعاون البناء في مجالات التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي المزدهر، وأن المملكة تسعى من خلال رؤية السعودية 2030 الطموحة إلى أن تكون منصة عالمية رائدة للابتكار والإبداع، ووجهة رئيسية لتطوير وتصدير حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة التي تعود بالنفع العميم على البشرية جمعاء.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة